*هل تساهم واشنطن في أزمة التدمير الذاتي للكيان الاسرائيلي؟* *ريم عبيد* يجمع المحللون والمراقبون على أن ما يعيشه الكيان الاس

عاجل

الفئة

shadow
*هل تساهم واشنطن في أزمة التدمير الذاتي للكيان الاسرائيلي؟*

*ريم عبيد*

يجمع المحللون والمراقبون على أن ما يعيشه الكيان الاسرائيلي ينطوي على أزمة تدمير ذاتي حادة، أفرزها النظام القضائي الجديد الذي من شأنه مصادرة احكام السلطة القضائية، وتوسيع دائرة صلاحيات الحكومة الحالية، وهو ما ترفضه المعارضة.
الولايات المتحدة الاميركية تنظر الى حكومة بنيامين نتنياهو على أنها حكومة غير مقبولة لناحية تكوينها المؤلف من أحزاب دينية متطرفة، تختلف في أهدافها ورؤيتها عن أهداف الولايات المتحدة التي تعتبر اسرائيل حاجة لها في منطقة الشرق الأوسط، ومن شأن التطرف لوزرائها أن يقوض مساعي واشنطن ويضعها في دائرة الاتهام.
لذا فهي تعمل مع جزء من المعارضة الاسرائيلية،هكذا تقول الحكومة الاسرائيلية، على تغذية الاحتجاجات في الشارع والتي تتسع رقعتها، بصورة دفعت رئيس الكيان اسحاق هرتسوغ الى القول أن اسرائيل وصلت الى نقطة اللاعودة.
اميركا تدخل من بوابة حركة حكومة الجودة وهي منظمة تلقت نحو 38 ألف دولار فقط من وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2020، ويقول جيرالد شتاينبرغ رئيس مجموعة مراقبة المنظمات غير الحكومية الاسرائيلية، عن المنحة الأميركية أنها وعلى رغم أن ظاهرها هدفه تعليم الديمقراطية لطلاب المدارس الثانوية الإسرائيلية، إلا أن الحقيقة تفيد بأنها تمول منظمة غير حكومية سياسية بارزة تأسست عام 1990، وكثيراً ما تستخدم سياسة الباب المفتوح لحملاتها السياسية الحزبية، بما في ذلك السعي لتقويض شرعية نتنياهو كرئيس للوزراء.

وما يدعم الطرح هو أن نتنياهو لم يتلق دعوة منذ توليه منصبه للقاء الرئيس بايدن في البيت الأبيض حتى اللحظة، على خلاف ما جرت عليه العادة في العلاقات الوطيدة بين البلدين.
وفيما تستمر المظاهرات المناهضة لحكومة نتنياهو، بعث 255 مستثمر مقيم في الولايات المتحدة رسالة تحذير إلى نتنياهو مفادها أن ما يصفه بالإصلاح القضائي سيؤثر في استثماراتهم في إسرائيل وبالتالي هم مجبرون على إعادة تقييم اعتمادهم على إسرائيل كوجهة استراتيجية للاستثمار .
يضاف الى المشهد قرار أكبر المنظمات اليهودية الأميركية وأكثرها نفوذاً في العالم،والقاضي بعدم التعامل مع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ، بما في ذلك "أيباك"، والاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية، واللجنة اليهودية الأميركية، ورابطة مكافحة التشهير.

كل هذه المعطيات يمكن أن يبنى عليها، للحديث عن أن اميركا من مصلحتها اليوم اسقاط الحكومة الحالية،ولكنها بدعمها للفوضى انما هي تؤثر بشكل سلبي على وضعية الكيان الاسرائيلي قي المنطقة،ما دفع وسائل إعلام إسرائيلية للقول إن من العوامل التي دفعت السعودية إلى إعادة علاقاتها مع إيران، هو الشعور بأنّ "مكانة إسرائيل ضعفت لدى واشنطن"، كما رأى عضو الكنيست الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ "لا أحد يعتمد على نتنياهو، وهذا أحد أسباب توجه السعوديين نحو طهران.

اذا،المشهد يتعقد أمام الحكومة الاسرائيلية الحالية، وتأتي ضربات المقاومة لتعمق الفوضى التي تعيشها، وكل المتغيرات المحيطة تصب في غير صالحها، حتى اميركا تبدو مشاركة في الازمة، ما الذي تبقى أمام هذه الحكومة لانقاذ نفسها وسط التعنت الواضح في المضي بالنظام القضائي الجديد، الذي يدفع الامور أكثر فأكثر نحو التدمير الذاتي؟

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة